الحياة مثل علبة شوكولاته، لا تستطيع أبداً أن تعرف ما الذي ستحصل عليه!

فيلم Loving Vincent محبة فنسنت

نبذة مختصرة عن فيلم Loving Vincent

يسرد الفيلم حياة فنسنت فان جوخ من خلال ابن ساعي البريد أرماند، الذي كلّفه والده بإيصال آخر رسالة كتبها فان جوخ لأخيه ثيو. فيتحوّل هذا الشاب فجأة إلى محقق في كيفية وماهية وفاة صاحب لوحة (ليلة مضيئة بالنجوم) الأكثر شهرة في العالم. وتبدأ أحداث الفيلم بعد عام واحد من وفاة الرسام الهولندي الملقب «أبو الفن الحديث» في 1890.

سر جمال فيلم Loving Vincent…رسالة فنسنت فان جوخ الأخيرة

«لا يمكننا التعبير إلا بواسطة لوحاتنا» رسالة فنسنت فان جوخ الأخيرة قبل وفاته، وقد كتبها على إحدى لوحاته. ومع فيلم Loving Vincent، ها أنت أمام لوحات كثيرة في حكاية سينمائية تخييلية تحدثك عن الرجل.

بكل الألوان وتدرّجاتها واختلاف أنواعها، يدعوك الفيلم إلى عالم من السحر والجمال. أجواء تدغدغ فيك طفولة كم تعلّقت بالرسم والصور المتحركة وعوالمها السحرية والمدهشة. يسحبك الفيلم من البداية، إلى أبعاد أخرى ما بين الحقيقة والخيال. وتعلق هناك وسط الليل ونجومه، والحقول وعصافيرها. شخصيات بملامح حقيقية واضحة، لكنّها صور رسوم زيتية تتحرك وتتكلم. البعض منها ربما رأيته على صفحة من صفحات كتاب، أو في لوحة على أحد الجدران. تشاهدها وقد دبّت فيها الحياة، وبها ومعها تنسج الرواية.

فيلم Loving Vincent يأخذك إلى مدارات فنسنت فان جوخ

تكون قد عرفت طريقك منذ البداية. وهذا يعني أنك ستتحرّك في مدارات فنان، قيل عنه الكثير. غريب، خارج عن المألوف، متمرّد على القواعد والأعراف، واتهم بالجنون. حتى أنه قطع أذنه اليسرى، وأهداها لامرأة أحبها. وفي سن 37 أطلق النار على نفسه، لعدم بيعه أي لوحة من لوحاته. ثم توفي فجأة، وفي ظروف غامضة، وراج أنه انتحر.

يسرد الفيلم تلك الحياة من خلال ابن ساعي البريد أرماند، الذي كلّفه والده بإيصال آخر رسالة كتبها فان جوخ لأخيه ثيو. فيتحوّل هذا الشاب فجأة إلى محقق في كيفية وماهية وفاة صاحب لوحة (ليلة مضيئة بالنجوم) الأكثر شهرة في العالم. وتبدأ أحداث الفيلم بعد عام واحد من وفاة الرسام الهولندي الملقب «أبو الفن الحديث» في 1890.

Loving Vincent

2017 – IMDB: 7.8
Douglas Booth, Jerome Flynn

فنسنت فان جوخ

قصة فيلم Loving Vincent

في عام 1891، أرماند وهو الشخصية الرئيسية في الفيلم. وهو رفيقك في رحلة بناء جديدة لسيرة فان جوخ، وهو نفسه رسمة من رسومات الفنان، لأنه ابن صديقه. يكلّفه والده جوزيف رولين ساعي البريد، بمهمة تسليم رسالة إلى ثيو فان جوخ. شقيق الرسام فنسنت فان جوخ الذي انتحر. أرماند، في ورطة. هو مقتنع، مثل معظم الناس، أن فنسنت فان جوخ كان مجنونًا. لا يحب هذه المهمة وهو في الفيلم شاب متمرد وعربيد لكنه يقبل على مضض لإرضاء والده. في رحلته لإنجاز المهمة يكتشف أن شقيق الفنان قد توفي ويبدو أن الرسالة قد فقدت معناها.

ولكن في غضون ذلك، تتكشّف لأرماند حقائق جديدة. يسأل الناس، فتتضارب الآراء بين أولئك الذين اعتقدوا أنه مجنون، وأولئك الذين رأوه عبقريًا. وبين رواية عن انتحاره ورواية تشكك في ذلك. كلما عرف أرماند أكثر، كلما كانت ظروف وفاة فينسنت أكثر غموضًا. حتى أنه أصبح يشكّ في فرضية الانتحار. هل كانت هناك جريمة قتل؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن هو القاتل؟ عشيقة سابقة؟ أم الدكتور جاشيت، طبيب فينسينت، الرسام الفاشل الذي عجز عن محاكاة فان جوخ؟ أم أن القاتل هو ذلك المراهق الشاب المتخلّف عقليًا، والذي يحتمل أن يكون عدوانيًا، وقد كان من الممكن أن يقتل فنسنت فان جوخ في الميدان حيث ذهب للرسم للمرة الأخيرة؟

رحلة إعادة النظر والتمعّن في سيرة هذا الفنان العظيم، من خلال رصيد لوحات الشخصيات المرسومة. مثل طبيبه بول جاشيه وابنته مارجريت وساعي البريد جوزيف رولان اللّذين خلّدهم فان جوخ في بورتريهات تكاد تكون ناطقة. وهي تنطق بالفعل في الفيلم لتتحدث عن فان جوخ. لكن الفيلم يتحوّل من رسم بورتري وسيرة للرسام، إلى تدقيق و بحث بوليسي يجريه أرماند الذي لم يعد يريد فقط العثور على متلقٍ جديد للرسالة، بل إنه أصبح يريد أن يفهم من كان فينسينت فان جوخ حقًا؟ وكيف مات؟

الإبداع في صناعة فيلم Loving Vincent

الفيلم استعان صنّاعه بـ 800 رسالة كتبها الرسام نفسه. وارتكزوا على لوحاته لتنفيذ الرسوم المتحركة، تم نسخها وتعديلها لتؤلف كل مشاهد الفيلم، في تآلف و تزاوج بين الفن التشكيلي وسحر السينما. أكثر من مئة رسام خلطوا الألوان، وسطّروا الأشكال ووزعوا الأضواء على لوحة كبيرة. هي فيلم الرسوم المتحركة هذا على هيئة بانوراما لمشوار وأعمال الفنان الراحل.

استغرق تحويل قصة آخر أيام فان جوخ إلى فيلم رسوم متحركة سبعة أعوام. وأسهم في إنجازه 125 رساماً كلاسيكياً محترفاً من حول العالم و65 ألف إطار مرسوم يدوياً أي بمعدل لوحة زيتية في الثانية الواحدة تقريباً.

الفيلم له قيمة توثيقية. ويمثل جولة بصرية قوية، تمنح فيلم الرسوم المتحركة المكانة التي يستحقها، وقوة مغناطيسية تستحوذ عليك، وتجعلك تتلقّف المعلومات عن هذا الفنان، بغض النظر عما إذا كانت حقيقية أو محض خيال. كما أن الفيلم يطرح مواضيع وزوايا أخرى للنظر، ومنها وحدة الفنان، ومعاناته في المجتمع الرافض لكل خروج عن المألوف، حتى وإن كان ينجز أعمالًا خالدة، تتوارثها الأجيال.

كما أن الفيلم يضعك أمام أطروحة طالما حيرت الفلاسفة والمفكرين، وهي مسألة علاقة الفن بالحياة وربما تخرج منه ببعض الاستنتاجات.

فنسنت فان جوخ

طاقم عمل فيلم Loving Vincent

إخراج: البريطاني هيو ويلشمان Hugh Welchman، والبولونية دوروتا كوبيلا Dorota Kobiela.
أصوات الممثلين: ساويرس رونان Saoirse Ronan، كريس أودود Chris O’Dowd، جيروم فلين Jerome Flynn، هيلين مكروري Helen McCrory، جون سيشنز John Sessions
تاريخ الصدور: الجمعة 27 أكتوبر 2017

هالة توايتي

هالة توايتي

كاتبة مقالات حصرية لموقع أفلام بلا حدود. أستاذة لغة وآداب عربية، كاتبة ومترجمة وإعلامية، تكتب في كل المجالات الصحفية وتترجم المقالات من الفرنسية والإنجليزية والإيطالية

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

انضم إلى قائمتنا البريدية

كيف نستطيع خدمتك؟

يسعدنا الرد على استفساراتكم من خلال التعليقات أو الرسائل

تواصل معنا