ستيفن سبيلبرج مبتكر عالم فيلم Ready Player One

فيلم Ready Player One..دخول عالم الانترنت إلى السينما

لا يخفى على أحد سحر العالم الافتراضي وتأثيره الكبير على مستخدمي الشبكة الإلكترونية من الكبار والصغار. حيث يمضي الجميع ساعات طويلة على الإنترنت بغض النظر عن اختلاف الأسباب. فقد باتت حياتنا مرتبطة بالإنترنت بشكل وثيق، من عمل، ودراسة، ومعاملات بنكية، بالإضافة إلى الترفيه، والتواصل مع الأصدقاء. لذلك كان لابد للسينما والدراما أن تلقي الضوء على هذا الواقع الجديد. وبالطبع لن يخلو الأمر من الخيال، وإن كنا لا نستبعد أن يصبح الخيال حقيقة في يوم من الأيام.

ما يدفع بطل الفيلم إلى خوض غمار اللعبة هو حبه لها وشغفه الكبير في الوصول إلى الهدف المرسوم. بينما يطارده على الجانب الآخر أفراد ينتمون إلى شركة تكنولوجية تهدف إلى كسب المال فقط، وإن اضطرهم ذلك لاتباع أساليب غير صحيحة للحصول عليه.

يمكننا أن نعرف من المشاهد الأولى لفيلم Ready Player One أننا نشاهد فيلما غير تقليدي. فهو ينتمي إلى أفلام الخيال، كما يضفي بعض المرح على الحوار بين الشخصيات وكذلك طريقة الصراع المتبعة.

ستيفن سبيلبرج والعمق في قصة فيلم Ready Player One

كان من الممكن أن تحمل الأحداث بعدا أكثر عمقا في معالجة القصة. لكن لا بأس فأجواء الصراع المثيرة في الفيلم وتوظيفها بشكل جيد عملت على جذب المشاهد والحفاظ على تركيزه.

ولم يغفل الفيلم أيضا عن اللمسة العاطفية في الفيلم. لكن توظيفها لم يتم بشكل جيد، ولم يخدم الفيلم في شيء. كما أن الأداء هنا لم يكن معبرا، بالمقارنة بأداء كافة الممثلين في الفيلم.

ستيفن سبيلبرج وعالم فيلم Ready Player One

هذا الفيلم شكل مساحة رائعة للإبداع، فالرسوم المتحركة بالفيلم كانت متقنة بشكل ممتاز. كذلك الأداء الصوتي لهذه الشخصيات أيضا. أما الموسيقى التصويرية فكان اختيارها مناسب، وإن تفوق صوتها على صوت الحوار في بعض المشاهد.

وتعمد المخرج أن يجعل الشخصيات تبدو أكثر بساطة وإيجابية. وهذا الأمر أعطى الشخصيات قربا من المشاهدين، لكنها خلت من العمق أيضا.

أما عن مشاهد الفيلم فقد انتقلت بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي بخفة ودون تكلف، وبأسلوب حواري بسيط ويميل إلى الفكاهة في بعض اللقطات. كما قدم لنا الفيلم معاركا ملتهبة وسباقات بشكل مذهل، مستخدما مؤثرات بصرية وسمعية تضفي كثير من الحماسة والإبهار وتبقي المشاهدين في حالة انتباه دون أن يتسلل الملل إليهم أثناء المشاهدة.

استمتع فقط

في النهاية يمكننا القول أن فكرة الفيلم ناجحة ومناسبة لما نشهده اليوم من تطور تكنولوجي هائل. وهذا يدفعنا أيضا أن ننصحك بإحضار الفشار والاستمتاع بمشاهدة فيلم Ready Player One دون أن تندم على ذلك.

فالفيلم لطيف وطارد للملل. بالطبع لا نطلب منك أن تضع توقعات كبيرة وخارقة. لكن مشاهدة فيلم كهذا ستضمن لك المتعة، بعد يوم مليء بضغوطات الحياة التي لا تتوقف.