الحياة مثل علبة شوكولاته، لا تستطيع أبداً أن تعرف ما الذي ستحصل عليه!

فيلم أكسجين، ما بين رعب الاختناق ورهاب الأماكن المغلقة

ترى كيف ستتصرف لو علمت أنك مهدد بالخطر، وأن نسبة الأكسجين المحيط بك، أو الماء المتوفر لديك تكاد لا تكفيك ليوم أو ساعات، والخروج لطلبه من مكان آخر مستحيل؟

قصة فيلم أكسجين، ما بين رعب الاختناق ورهاب الأماكن المغلقة 

إن الإنسان في لحظات الاستقرار يختلف كثيرًا عن نفسه في لحظات التهديد، وهو الجانب الذي لا يمكننا معرفته دون أن نمر به، مهما بلغنا من الذكاء أو توسعنا في التوقعات.

يأخذنا فيلم أكسجين في رحلة خيالية مع امرأة تحاول التشبث بالحياة. وتصارع من أجل البقاء، بكل ما تملكه من قوة، بعد أن تجد نفسها في غرفة تكييف. وتعرف بواسطة أحد أجهزة الذكاء الاصطناعي أن الأكسجين المتبقي من حولها نسبته لا تتجاوز 35%.

إنها تجهل حتى اسمها أو سبب وجودها، فذاكرتها شبه معدومة. لكنها لا تتخلى عن أمل إنقاذ نفسها. فتحاول البحث عن ما يساعدها في الخروج من هذا المأزق، رغم ضيق المكان وقلة الإمكانات المتوفرة.

ويعتبر فيلم أكسجين أحد أفلام الخيال العلمي المثيرة للاهتمام. واستطاع الفيلم اقناع مشاهديه بما يشاهده من مجريات الفيلم. فهو فيلم خيالي بالتأكيد لكنه قابل للتصديق وهذا بالطبع يرجع لإتقان الإخراج وأداء الممثلة.

‏لقطة من فيلم أكسجين

Oxygen

2021 – IMDB: 6.5
Mélanie Laurent, Mathieu Amalric

فيلم أكسجين والبطل الواحد

بمشاهدتك لهذا الفيلم تصبح في تحدي مع نفسك ومع أحداث الفيلم، في محاولة لتوقع ما سيجري في الدقائق القادمة. فهل ستنجو المرأة؟ هل ستسير الأمور كما يجب؟ ومن هي هذه الفتاة أساسا؟ وماذا تفعل هنا؟ هل ما يجري حقيقة أم ستستيقظ من حلمها لتجد كل شيء طبيعي؟ تساؤلات لا تنتهي. فأنت لن تكتفي بالمشاهدة فقط، بل ستحاول زج نفسك في أحداثه بالتأكيد.

الملفت في الفيلم أن نجاحه قائم على بطلة الفيلم وحدها. كما أن الأحداث تدور في مكان ضيق، الأمر الذي فرض أمام المخرج تحديات عدة ليصبح الفيلم قابل للمشاهدة وبعيد عن التكرار والرتابة. لكن تنويع زوايا التصوير واللقطات ساعد في التغلب على هذه المشكلة، والخروج بفيلم شيق رغم ما يحيطه من عقبات.

تمكن فيلم أكسجين من شد انتباه المشاهدين، وما ساعد على ذلك أيضا حالة الغموض التي ألقت ظلها على تفاصيل العمل. فالمشاهد أيضًا يحاول مساعدة بطلة الفيلم في النجاة وإعطاء الإجابات.

قصة فيلم أكسجين

الإخراج الرائع .. فيلم أكسجين

إن ما رأيناه في هذا العمل المتكامل كان نتاجا عظيما لجهود المخرج وكاتبة السيناريو وأداء الممثلة أيضا. فاستطاع المخرج أن يجعل من غرفة التبريد مكانا مناسبا لتصوير لقطات ومشاهد مختلفة ومتنوعة وقادرة على إيصال المعاني المطلوبة. وهو ما يمكن وصفه فن تحويل المحنة إلى منحة، فتحولت هذه الغرفة الضيقة إلى مكان مناسب لإضفاء الأجواء المطلوبة لنجاح العمل.

وقد تمكنت بطلة الفيلم أيضا من خطف الكاميرا وإظهار التعبيرات المناسبة. فكانت ملامحها وحدها قادرة على رواية الحكاية للمشاهد المهتم بفك غموض ما يجري.

فيلم كهذا لا يمكنه أن ينجح أيضا دون الاستناد على سيناريو قوي ومترابط، كما اتسم بالمرونة أيضا، وهو المطلوب تماما في عمل كهذا. فيلم أكسجين من إخراج ألكسندر أجا، وكتبت السيناريو كريستي ليبلانك، ودور البطولة في الفيلم كان من نصيب الفنانة ميلاني لوران.

آية

آية جودة

كاتبة مقالات حصرية لموقع أفلام بلا حدود. صحفية وكاتبة محتوى فلسطينية.

التعليقات 1

  1. saad

    انا اتابع هذا الموقع لأني من محبي الأفلام الرومنسيه والاكشن

    الرد

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

انضم إلى قائمتنا البريدية

كيف نستطيع خدمتك؟

يسعدنا الرد على استفساراتكم من خلال التعليقات أو الرسائل

تواصل معنا