الحياة مثل علبة شوكولاته، لا تستطيع أبداً أن تعرف ما الذي ستحصل عليه!

فيلم النافذة الخلفية rear window للمخرج هيتشكوك

وضع فيلم النافذة الخلفية بين الأفلام

تزداد الأعمال السنيمائية المنتجة سنويا في مختلف دول العالم. كما يستمتع كثير من الناس في ملاحقة جديد الأفلام ومشاهدتها في دور السينما المختلفة. لكن فيلم (نافذة خلفية) للمخرج العظيم (ألفريد هيتشكوك) يبرهن لنا بشكل جلي أن الأعمال الفريدة لا تبهت مع الزمن، بل تبقى في صفوف الاختيارات الأولى دائما.

هذا الفيلم الرائع والذي تمكن من خطف انتباه مشاهديه، أُنتج عام 1954. لكن كثير من مشاهديه أكدوا أن الفيلم يعدّ من أروع أفلام الجريمة والغموض التي مرت عليهم. كما لازال الفيلم يحصد نسب بحث جيدة سنويا.

هيتشكوك، قصة فيلم النافذة الخلفية

تدور أحداث الفيلم حول المصور الشاب جيف الذي يعاني من كسر في قدمه، أجبره على البقاء في منزله واستعمال الكرسي المتحرك. في الفيلم وطد جيف علاقته مع نوافذ منزله، وتحديدا تلك النافذة التي سمحت له أن يرى بوضوح حيوات مختلفة لأشخاص عابرين في حياته.

كل منهم يمضي يومه بتفاصيل مختلفة، منها الرتيب ومنها المميز في نظرهم بالطبع. لكن قصة الفيلم تبدأ عندما يشك جيف في رؤيته لجريمة قتل من خلال النافذة. فيبدأ جيف بمساعدة صديقه المحقق وحبيبته في رسم أحداث افتراضية عن جريمة القتل ومحاولة التأكد من صحة ما توصلوا إليه.

اعتمد مخرج الفيلم على تصوير معظم الأحداث في شقة جيف، فجميع خيوط الجريمة أصبحت في يده بعد أن تمكن من الاطلاع على الجريمة التي راحت ضحيتها امرأة قتلها زوجها وتمكن من إخفاء معالم الجريمة.

فجيف رافق النافذة لأيام وساعات طويلة، حتى أصبحت هي عالمه وأداته السحرية في طرد الملل والتأمل واكتشاف المزيد من الأسرار، فكل ما تعرفه، قد تكتشف في لحظة بأنك لم تكن تعرفه، إذا ما أمعنت النظر إليه من خلال نافذة ثابتة ورؤية ثاقبة.

اعتمد فيلم النافذة الخلفية على الفكرة الجيدة بالدرجة الأولى، بالإضافة لاعتماده على أداء الممثلين وبالطبع كان المخرج عبقريا في اختيار الممثلين والمكان والأدوات المناسبة رغم قلة الإمكانات في ذلك الوقت.

هيتشكوك نافذة خلفية

Rear Window

1954 – IMDB: 8.5/10
James Stewart ,Grace Kelly

فيلم النافذة الخلفية

بصمة هيتشكوك فيلم rear window

إلا أن عبقرية المخرج وجودة الفكرة، هي من ساعدت الفيلم للحفاظ على تميزه رغم مرور ما يزيد عن 65 عام على إنتاجه. ولايزال الفيلم يحصل على تقييم مرتفع حتى اليوم. كما حاول مخرجون تقليد الفيلم في عدة أعمال لم يكتب لها النجاح كما حدث مع النافذة الخلفية.

الفيلم للمخرج المميز ألفريد هيتشكوك، وبطولة جيمس ستيوارت، ثيلما ريتر، وغريس كيلي. وهو مقتبس عن قصة قصيرة لكورنيل وولريش. كما ترشح الفيلم لجائزة أفضل مخرج في مهرجان الأوسكار. ويعتبر المخرج هيتشكوك من أهم المخرجين الذين تميزوا في تقديم الأعمال السينمائية على مر التاريخ وبأدوات بسيطة. لكن فيلم النافذة الخلفية تمكن من التربع على عرش أفلامه بجدارة.

 

سيناريو فيلم النافذة الخلفية

اعتمد السيناريو الذي بني عليه الفيلم على عنصري المفاجأة والتشويق. واستطاع باستخدام الأدوات المتاحة أن يعكس مشاهد تخدم سير الأحداث بشكل متناسق ومتكامل، وبعيد عن الملل. كما تمكن الممثلون من إتقان أدوارهم وهو ما يعكس أيضا رؤية ثاقبة من المخرج الذي وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

ومع تطور السينما والمهارات الإخراجية والتصويرية والكتابية أيضا. إلا أن هيتشكوك استطاع أن يضع بصمة مميزة لم يصل إليها كثير من المخرجين رغم امتلاكهم الأدوات والمهارات. وحفر اسمه حتى اليوم بين أسماء أعظم المخرجين الذين قدموا أعمالا لا تنسى للسينما العالمية.

بالتأكيد فيلم النافذة الخلفية من الأفلام الجميلة التي ننصح بمشاهدتها. كما أنه فيلم مناسب وبعيد عن الابتذال الذي بتنا نلحظه اليوم في كثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، فأحيانا ببساطة الفكرة والأدوات تستطيع الوصول لقلوب وعقول كثير من الناس.

آية

آية جودة

كاتبة مقالات حصرية لموقع أفلام بلا حدود. صحفية وكاتبة محتوى فلسطينية.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

انضم إلى قائمتنا البريدية

كيف نستطيع خدمتك؟

يسعدنا الرد على استفساراتكم من خلال التعليقات أو الرسائل

تواصل معنا