أجواء ما بعد الحرب فيلم The Aftermath
في فيلم The Aftermath، تقودك الكاميرا في جولة عبر شوارع مدينة هامبورغ، فترى السكان يتعثرون على أكوام الأنقاض. يجاهدون من أجل الحياة، من أجل بداية أخرى تحقق الاستمرار والبقاء. وترى جيش الحلفاء ينتشرون في المدينة وسط رائحة الموت والحكايات، في أعقاب حرب لم يسلم من مآسيها لا الفائز ولا المهزوم.
قصة فيلم The Aftermath أعقاب باردة لحرب حارقة
هامبورغ 1946، بعد خمسة أشهر من هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. محطة قطار مليئة بالجنود في يوم شتوي قارس لحظة وصول “راشيل مورجان”. أنيقة و جميلة، تطل من عينيها آمال فرح بطعم حزن غريب. يلتقيها زوجها “لويس” بعد فترة فراق من المفترض أنها كانت طويلة. وتعرف أنه عقيد في القوات البريطانية لكنك تستغرب من هذا التلاقي الذي كان باردا برودة مكان خيّمت عليه القتامة والضباب. وقد تدرك حينها أنك أمام إعلان أولي لأزمة قطيعة مع الزمان والمكان، وفتور في المشاعر، وأنك على وشك الوقوف أمام انقلاب في الأفكار والمواقف.
تقودك الكاميرا في جولة عبر شوارع مدينة هامبورغ، فترى السكان يتعثرون على أكوام الأنقاض. يجاهدون من أجل الحياة، من أجل بداية أخرى تحقق الاستمرار والبقاء. وترى جيش الحلفاء ينتشرون في المدينة وسط رائحة الموت والحكايات، في أعقاب حرب لم يسلم من مآسيها لا الفائز ولا المهزوم.
The Aftermath
2019 – IMDB: 6.3
Keira Knightley, Ned Wills
تقلبات علائقية غير محسوبة فيلم The Aftermath
أحد الرجال المسؤولين عن مهمة السيطرة على هذه المدينة الألمانية بعد خسارة الحرب، هو لويس مورغان (جايسون كلارك). ونتعرف تباعًا، على جوانب من شخصيته، حيث يذهلك حين يبرز جانبًا إنسانيًا كبيرًا في التعامل مع النازيين. يلاحقهم، ويرأف بهم. يخصص كل جهده لهذه المهمة، وينسى التعامل بالشكل الكافي مع زوجته، التي تظهر إحساسا قويا بالغربة. بين هؤلاء الذين علقوا بذاكرة أنهكتها جراح فقدان الابن في الماضي القريب، وحاجتها إلى أكثر ما يمكن من القرب من زوجها، للنسيان والهروب من آلام قديمة متجددة.
تقلبات علائقية غير محسوبة بين أعداء الأمس وجيران اليوم. وتكاد تتكهن مبكرًا بالانفجار العاطفي، الذي جمع بين الزوجة راشيل (كيرا نايتلي)، وبين ستيفان (ألكسندر سكارسجارد)، الجار الألماني الذي يسكن العليّة من باب العطف والتسامح رغم شكوك خلفيته النازية، التي تظل تلاحقها في الفيلم متوقعًا أن تكون عامل قطيعة لكننا نفاجأ سريعًا، بعلاقة تجمع بين الاثنين، تهدم كل ما قبلها، وتفتح صفحة جديدة أمام راشيل للهروب الكبير.
فوضى مشاعر عارمة، نتلمسها لدى راشيل، لكنها لا تعلن عن نفسها بما يكفي. وولادة أمل تتعثر، لأسباب يقع على عاتقك تكهنها والبحث عنها، لأن الأحداث في آخر الفيلم تعود بك إلى نقطة البداية. و تتساءل لماذا عدلت راشيل عن قرار الرحيل مع ستيفان الألماني؟ لماذا قررت العودة إلى زوجها لويس، العسكري الإنجليزي الذي قررت الانفصال عنه، هل كانت الحكاية حبًا مستحيلًا؟ أم هي مغامرة انتقام من زوج غائب على الدوام؟ اختبار عواطف ورسائل خفية عليك فك شفراتها.
سيناريو فيلم The Aftermath.. هل قيّد النص لعبة التمثيل؟
الصورة وردت محمّلة بعديد الرسائل سيسهل عليك التقاطها. الأبيض والأسود و الألوان، في لعبة تناقضات ثنائية. الحرب والهزيمة، الحياة والموت، الفرح والحزن. كما اجتهد النص في توفير الإثارة و الصدمة و التشويق. لكنه رغم قوة أداء الممثلين، تخلف عن مسايرة الصورة و مساندتها. كما تعطّل الحوار عن إيصال دفق المشاعر المعبرة في مواطن عديدة من الفيلم، واكتفى بتعبيرات الوجه و الحركات. راشيل، الأم الثكلى التي فقدت ابنها في الانفجار أثناء الحرب العالمية الثانية، لا تنسى أوجاعها. لكنها تتعلق سريعًا بواحد من صف الأعداء و عليك تحمل عناء البحث و الاستنتاج والتوضيح. العسكري لويس، و هو من هو من قوات الحلفاء، يتحول إلى زوج مخدوع من طرف ستيفان الألماني، ثم يكتفي بأن يطلب منه المغادرة، وعليك الباقي في غياب التداول الذي يجعلك طرفًا في الحكاية شرط أن لا تمل الفرجة و تغادر الشاشة.
توزّع السيناريو بين كتاب ثلاث. وحاولت حكاية الفيلم أن تخرج من رحم التاريخ لتسلط الضوء على البعد الإنساني الذي أغفله الرواة. حاولت الإمساك بأكثر من خيط لحكايا أخرى تتعلق بكل شخصية عن جراح الحرب و مآسيها.
و قد ينتهي الفيلم نهاية لا تتوقعها ولا تناسب عاصفة المشاعر التي أثارها فيك..!
طاقم عمل فيلم The Aftermath
إخراج: جيمس كينت James Kent.
سيناريو: جو شرابينيل وآنا ووترهاوس وريديان بروك.
مستوحى من رواية: The Aftermath بقلم Rhidian Brook.
إنتاج: Jack Arbuthnott و Malte Grunert.
الممثلون: كيرا نايتلي Keira Knightley، ألكسندر سكارسجارد Alexander Skarsgård، جايسون كلارك Jason Clarke، كيت فيليبس Kate Phillips.
هالة توايتي
كاتبة مقالات حصرية لموقع أفلام بلا حدود. أستاذة لغة وآداب عربية، كاتبة ومترجمة وإعلامية، تكتب في كل المجالات الصحفية وتترجم المقالات من الفرنسية والإنجليزية والإيطالية
كيف نستطيع خدمتك؟
يسعدنا الرد على استفساراتكم من خلال التعليقات أو الرسائل