الحياة مثل علبة شوكولاته، لا تستطيع أبداً أن تعرف ما الذي ستحصل عليه!

فيلم في مدينة سيلفيا

قد يمضي المرء في حال سبيله ظنًا منه أن الماضي انتهى إلى الأبد، ثم تعيده صورة واحدة إلى ذلك الماضي كأنه مستمر في الحدوث حتى اللحظة.

قصة فيلم في مدينة سيلفيا

في صبيحة هادئة من صباحات مدينة سيلفيا، يستيقظ شاب تغلب على ملامحه الحيرة. فيبدأ التجول في الساحات والطرقات ووجوه العابرين وضوء النهار، بحثا عن شيء نجهله، لكنه موجود بداخله، ويرى انعكاسه أينما حل.

هكذا إذا يضرب الشاب موعدًا في خياله مع امرأة لم يلتقيها بعد، أو ربما التقاها في حلمه أو عبرت في حياته مرة. يتشبث بوجهها كأنه يعرفها منذ زمن. ثم في يوم صيفي مشمس، يبدأ بمراقبة إيماءات العابرين وتفاصيلهم، علّه يجد ضالته بينهم.

ربما لا يختلف أحد من المشاهدين على بساطة الفيلم وسلاسة أحداثه، وقلة التقنيات المستخدمة أيضًا. لكن وفي ذات الوقت استطاع الفيلم ترك علامة مختلفة داخل مشاهديه. فهو فيلم استثنائي يحرك مشاعرك دون أن تحدد بدقة سبب هذا التأثير العجيب.

في مدينة سيلفيا

In The City Of Sylvia

2007 – IMDB: 6.9/10
Pilar López de Ayala, Xavier Lafitte

طبيعة فيلم في مدينة سيلفيا

فالفيلم لا يحمل سيناريو مميز أو حبكة مبهرة أو تصوير سينمائي مختلف. لكنه يلمس دواخل الإنسان يعبر عنها بشكل رمزي وبسيط.

يدخل مشاهد الفيلم في عالم مملوء بالتفاصيل، كأنه يرى انعكاسه في ذلك الشاب الذي يجري وراء المجهول دون توقف أو تردد.

كما يعكس الفيلم حياة مدينة سيلفيا وأصواتها وتفاصيلها وأحداث يومها، وإضاءتها وأصوات خطوات الأقدام فيها وكافة الأصوات المألوفة وغير المألوفة في عرض مبهر وبعيد عن الملل.

سر جمال فيلم في مدينة سيلفيا

جمال الفيلم يكمن في عدم اللجوء إلى مخاطبة الفرد بشكل مباشر. بل إنه تفنن في مخاطبة مشاعره وأحاسيسه ولمس دواخله، من خلال الدمج المميز بين الأصوات والمؤثرات المرئية والمشاهد الطبيعية.

وقد تمكن المخرج الإسباني خوسيه لويس غيرين من مخاطبة حواس المشاهد دون تكلف أو ابتذال. فكل شيء هنا يسير بشكل طبيعي، لكن بتأثير مختلف.

فقد يجمع المكان الواحد أشخاص كثر لكن أهداف من التواجد في هذا المكان مختلفة تمامًا. فتجمعهم الشوارع وتفرّقهم الوجهة المبتغاة.

وقد يمضي المرء في حياته ظنًا منه أن الماضي انتهى إلى الأبد، ثم تعيده صورة واحدة إلى ذلك الماضي كأنه مستمر في الحدوث حتى اللحظة.

آية

آية جودة

كاتبة مقالات حصرية لموقع أفلام بلا حدود. صحفية وكاتبة محتوى فلسطينية.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

انضم إلى قائمتنا البريدية

كيف نستطيع خدمتك؟

يسعدنا الرد على استفساراتكم من خلال التعليقات أو الرسائل

تواصل معنا