فيلم خطاب الملك.. قصة ملك بريطانيا جورج السادس

يتطرق فيلم The King’s Speech إلى جزئية هامة، فمشكلة اللعثمة ليست مشكلة خلقية أو وراثية. إنما هي مشكلة نفسية، قد تتعلق بطفولة الإنسان وماضيه وعثراته. وقد يكون سببها سوء معاملة تعرض لها الإنسان في فترة من فترات حياته.

أما في حالة الملك جورج السادس (أو كما يدعى آلبرت)، فقد عانى من الإهمال بسبب انشغال عائلته. بالإضافة لتفضيل العائلة لشقيقه الأكبر ديفيد ويُعتقد أن الخادمة المكلفة بتولي أمر تربية الملك جورج السادس لم تقم بالدور كما يجب. بل كانت تقصر في تغذيته وتعنفه في بعض الأحيان.

يأخذنا خطاب الملك إلى لحظة تتويج ديفيد شقيق آلبرت ملكا لبريطانيا، فلم يكن آلبرت هو المرشح للحكم أبدًا. ولكن رغبة ديفيد بالزواج من امرأة مطلقة مرتين جعلته أمام خيار صعب. فدستور المملكة المتحدة ينص على رفض زواج الملك من امرأة مطلقة وهو ما يوجب ضرورة ترك الحكم أو إلغاء الزواج.

لكن ديفيد اختار أن يتزوج حبيبته وترك الحكم لأخيه الأصغر. كما أعلن ذلك عن طريق المذياع لعموم الشعب، مبررًا ذلك بصعوبة حكم البلاد دون أن تكون المرأة التي أحبها بجانبه.

من الملفت في رحلة علاج آلبرت أنه لم يستعن خلال علاجه بطبيب شهير يحمل شهادات موثقة. إنما استعان بشخص عادي لا يملك أية شهادات. وكل ما يملكه من خبرة هو نتاج التعامل المباشر مع عدد من الجنود الذين عانوا بعد الحرب العالمية من صعوبات في النطق نتيجة التعرض لصدمات الحرب. وقد نجح في علاجهم بالفعل.

ليونيل لوغ أو الطبيب كما كان يطلق عليه الملك جورج السادس، كان من أكثر الأشخاص تأثيرا في حياة الملك. خاصة أنه لم يستثنه باعتباره ملك، إنما كان يعامله كما يعامل أي فرد آخر. وما ساعد آلبرت في تقبل الأمر هو أنه لم يعاني من الكبر الذي يمنعه من التنازل. بل كانت الأولوية بالنسبة له هي العلاج والتخلص من مشكلة اللعثمة.

فيما بعد أصبحت علاقة الملك جورج السادس بطبيبه علاقة وطيدة، وأصبح رفيقه في معظم أمور حياته، لاسيما الهام منها.